قصة فاعل خير

من طرف **أبو ماجد** 25/10/2010, 1:08 am

فاعل خير

رأيتها تنتظره في ذات الزاوية وذات المكان و ذات الوقت كل صباح وبما أن كانون يضرب ببرده القارص فقد أخذتْ تتمشى على طول الرصيف قبالة محلي وتنتظره وتنفخ في كفيها بخار أنفاسها علّها تشعر ببعض الدفء دون جدوى .

لطالما لمحتهما يسيران كحبيبين ولا أنكر أني حسدته فهي شابة يانعة غضة يتفجر فيها الشباب جمال وأنوثة دافقة كنتُ ألمح كل شيء يدور بينهما في تلك الزاوية من الشارع بحكم عملي فمحلي مقابل تماماً لمكان اللقاء.

هل اخبرها ألا تنتظره وأنه ربما لن يأت وأن انتظارها له ومنذ عدة أيام في نفس المكان والزمان بلا طائل، فقد لمحته مساء أمس يحادث شابة أخرى كالعادة ويتمشى معها في ذات المكان مساءاً فانزعجتُ لأنه من النوع الذي يتلهى بالقلوب وقد حباه الله جسداً فارعاً وعضلات مفتولة وقسمات وجه قوية ففيه كل ما ينبغي أن يعطي انطباعا رائعاً بالرجولة والشباب إلا خصلة واحدة هي الصدق فهو يسكن إلى جواري وأعرفه شخصياً وأعرف عنه انه كذّاب وأفّاق ودون جوان ويغير الشابات كما يغير قمصانه و سراويله .

لم يحضر أيضاً هذا اليوم بعد انتظار مرير لنصف ساعة كاملة في هذا البرد الكانوني وشعرتُ من ملامح وجهها بالضيق والحزن واليأس فأردتُ إخبارها أنني لمحته مع أخرى مساء أمس لتيئس منه وتتابع طريقها ولكني ترددتُ فلماذا أنكد عليها قصة حبها ؟ ولماذا أفسد عليها الأمل بحبه ؟،أحياناً قول الحقيقة يكون صادماً وجارحاً إلى أبعد حد .

وتنازعني رأيان أشفقت عليها من هذا البرد الكانوني القارص وهي تأتي كل يوم في ذات المكان والزمان ولا تزال تحتفظ له بعاطفة مشبوبة وهو مخادع لا يفكر إلا في نفسه وأناني لا يهتم لشعور هذه الشابة البريئة أو لعلي ألتزم موقف الحياد وأدعها تكتشف ولو بعد فوات الأوان انه يخدعها وانه ليس من الذين يلتزمون في حبهم وأن العلاقات مع الشابات عنده هواية .

أخيراً قررت كما يفعلون في الغرب أن هذا ليس من شأني .

وبعد عدة أيام وفي ذات المكان والزمان وبعد انتظار جاء هذه المرة فاشتعلتْ ثورة غضبها فحاول أن يعتذر ويهدّأ من روعها وأخبراً همس في أذنها ببضع كلمات أعادت جو الصفاء بينهما فتشبثت بذراعه ومضيا إلى الكافتيريا القريبة في الجهة المقابلة من الشارع حيث اعتادا الجلوس ليشربا قهوتهما الصباحية وأنا أتابعهما حتى غابا داخل الكافتيريا عن نظري .

لا أنكر أني شعرت بالخيبة فقد تمنيت ألا يحضر وان تنتهي هذه العلاقة غير السوية فهو لا يستحقها ولكن عاد السؤال يلح عليّ هل هذا من شأني ؟

ذهبتُ إلى الكافتيريا التي يجلسان فيها وطلبتُ فنجان قهوة وانتحيتُ في زاوية قصيّة حتى لا يفطنان إلى أني أراقبهما عن كثب

كان حديثهما مليء بالضحكات والهمس ولا بد أنه أغرقها بكلمات الحب والوله كعادته فهو محترف في هذا المجال وكانت هي منصتة معظم الوقت ومتعلقة بعينيه وفمه كأنها حالمة أو تحت تأثير سحره ثم نهضا أخيراً وودعها خارج الكافتيريا و افترقا فلحقت بها وجلست إلى جوارها في السرفيس وأنا أتحين الفرصة لأخبرها فأزيل جبلاً من الهم وعذاب الضمير يجثم على صدري وكنت قد كتبت في الكافتيريا رسالة مقتضبة شرحت لها فيها أنه مخادع ولا يحبها وما عليها إلا الحضور مساءاً إلى ذات مكان لقائهما في المساء لتعلم أنه يخونها ويسير مع أخريات ولكن كيف أوصل لها هذه الرسالة ؟

كان السرفيس كالعادة يسير مسرعاً مناوراً ببراعة بين السيارات وفجأة داس السائق على الفرامل عندما لمح عجوزاً طاعنة تقطع الأوتستراد دون أن تنظر إلى السيارات العابرة أو تنتظرها وأطلق السائق الزمور و شتيمة دسمة فانقذف كل ركاب السرفيس إلى الأمام وهم يصرخون وسقط الكراس الذي كانت تحمله في يدها وبينما بحثت عنه كنتُ أسرع منها فالتقطته و أخرجتُ الورقة الصغيرة الموقعة من فاعل خير ودسستها بين أوراق الكراس دون أن تنتبه وناولته لها وهي تبتسم لي ابتسامة مقتضبة وتهمس : - شكراً لك .

ونزلتُ في الموقف التالي حتى لا أثير شكوكها وعدتُ إلى محلي وأنا أفكر طوال الطريق هل ما فعلته كان صحيحاً أم لا ؟

** تمت **

من طرف **mariam** 26/10/2010, 5:41 pm

قصة حلوة ابو ماجد
وتدعو الى فعل الخير حتى ولو دون ان يظهر فاعل الخير بصورة مباشرة
يسلموووووووووووو

قصة فاعل خير

قصة فاعل خير

رد: قصة فاعل خير