ارجعي يوما ... ولكن لا تعودي ...

من طرف **المغرورة حمص** 9/3/2011, 5:46 pm

قلم وقرطاس وشمعة خضراء ووردة حمراء ... القلم مداده من روحها والقرطاس سماء من نبع الوفاء والشمعة نور من قلبها والوردة جمال من روحها بعبير قلبها ... ونسمات حائرة من ذكريات بحار البعد تحملها طيور الشوق بامواج المد والجزر ...
يكتب كلماته على نور الشمعة المحترقة بصمت ... بدموع عبيرها بعبق الاماكن واهات حبات رمال اطلال شاطئ طويل ... وشجيرات النخيل تتمايل ياغصانها الشامخة بكبرياء وهدوء ...
وصوت موج البحر يبعث بموسيقاه الهادئة تارة ... والغاضبة بحنان تارات اخرى ... وعروس البحر تلوح بالافق البعيد على ضياء نجمة الامل ... تتراقص عروس البحر بثمالة على جنون كلماته المبعثرة بين البحر والسماء ...
تشكلت نقاط ثلاثية تحمل اسمها والشوق والمحبة ... لا بل اسمها وقلبها وروحها ... لا بل اسمها والذكريات والغربة ... لا بل اسمها واسمها واسمها ... يرسم صورتها بكل حرف ... يعزف بجيتاره الحزين اهات وجدانية بسمفونية ارجعي يوما ولكن لا تعودي ... والطيور المهاجرة تبكي على انغام معاني العودة بلا رجوع بسفر طالت رحلته بين اصقاع الغربة ومشاق العودة ... وعبير الياسمين بستصرخ زهره ساعود يوما ... وتربة الوطن لا تعشق تراب القدس بهوائه فقط ... بل ايضا بانسانه ...
لا تعودي يوما والدموع جافة في حجرات العيون ... لا تعودي يوما وانت مثقلة بهموم الارض ومتاعب الحياة ... ارجعي لحجرتك السماوية حيث نور روحك ودفئ قلبك ... لا ترجعي جسدا فقد مقومات الحياة بطفولة باسمة ... ابقي بعيدا عن عبير الاماكن ... للاماكن قدرة على الوفاء رغم نزيف البعد وألم الفراق ... ابقي هناك في زمن ثابت لا يتحرك بسنوات الضياع ...
ابني لك قصرا من العاج ... وعيشي اميرة باسوار قلعة عالية ... واقفلي نوافذ الامل بالرجوع ... ستبقى بسمتك هنا في الحقظ والامان ... وسيبقى منبعها مكلل بفيض العطاء وبكل الوفاء والصفاء ...
ااااهااااا كم كنت اتمنى لك السعادة بنعيم قصرك الفخم ... ولكني اعلم سعادتك تحت ظل تلك الياسمينة ... او على تلك الشرفة بفنجان قهوة عربية اصيلة ...
الروح هي هبة الله لمن ملك الاحساس بوجودها ... كالناظر الى البحر ... هناك من يرى ماء ورمال ... وهناك من يستشعر بكل نسمة ممزوجة بقطرة ماء وهواء وحبة رمال ... يحلق عاليا كنسمة طائرة بسلاسة واسترخاء ... الروح لن تكون يوما حقيبة ... والقلب لن يكون يوما متاع سفر ...
هناك من يسافر ويترك قلبه مع روحه وديعة ... ولكنه قد ياخذ قلب غيره بهالة روحه في سفره ... لست ادري اشكالية هذا الفراق بلقاء رغم البعد والفراق ...