أجنحة .. رسم بالكلمات
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
أجنحة .. رسم بالكلمات
أجنــــــــحة
رسم بالكلمات
الثلاثاء 15-3-2011م
إياس فرحان الخطيب
عندما قررتُ الخلود للنوم لفتَ نظري وجود تلك الفراشة التي أخذت تحوم في أرجاء الغرفة, تجاهلت الأمر بداية ً لكن إصرارها على الاقتراب منـّي جعلني أهتمُّ بأمرها,
حامت فوقَ رأسي ثمَّ استقرّت على كتفي وسط نظراتي الحائرة واستغرابي لما يجري, طارت قليلاً ثمَّ عادت وحطـّت على كف يدي, نظرت إليها بإعجاب, يا الله ما أجملها, أيقنت عندها تماماً بانَّ لله في خلقه شؤون, نظرتُ إلى قدميها الصّغيرتين دُهشـْـتُ وكأنني أرى قدمي فراشة للمرّة الأولى في حياتي, نظرتُ إلى جناحيها الرقيقين وأدركتُ مدى نعومتهما, شدّني بريق عينيها, كل شيء كان مختلفاً في هذه الفراشة الجميلة, بقيت تسكن كفـّي بصمت, وبقيتُ أراقبها بتمعـّن, أفكـّرُ في إبداع الله تعالى لخلقه, رأيت الكثير من الفراشات في حياتي لكن جميعها كانت مختلفة عن هذه الفراشة التي استوطنت كفـّي وكأنَّ رابطة ً إلهيّة بدأت تربط بيني وبينها, لم أكن أدري ما عساي أن أفعل, كان بإمكاني أن ألتقطها بين أصابعي برفق وأضعها جانباً أو أطلقها في الفضاء كي تعود للطيران من جديد, لكن شيئاً ما كان يمنعني من ذلك بشدّة..
عدْتُ ودققتُ النـّظر فيها, نظرتُ في عينيها بتمعـّن, وإذ بصورة حبيبتي ترتسم داخل عيني هذه الفراشة, دققتُ أكثر وفعلاً كانت حبيبتي تنظر معي وتبتسم, عندها تمسكتُ بالفراشة أكثر وأكثر ومنعتها من مغادرة كف يدي.. ابتسمتُ لها فابتسمت لي.. عقدتُ حاجبي فعقدت حاجبيها.. كلـّمتها بهمس من خلال تحريك شفتي بهدوء, كذلك هي فعلت..
كنتُ سعيداً جدّاً بما يجري, هذه هي المرّة الأولى التي تنامُ فيها حبيبتي.. وأين؟ في كف يدي.. فعلاً إنـّها مفارقة رائعة, وضعتُ إصبع يدي الأخرى فوق هذه الفراشة وبدأتُ أتلمّس جناحيها بلطف, تلمّستُ قدميها, أحسستُ بأنـّني أتلمّس شعر حبيبتي الأسود الذي أشبهه دائماً بكحل الليل, وهذا ما جعلني أشعرُ بالنشوة والسّعادة بآن, أحسستُ بأنَّ الفراشة ألفتني فعلاً, وأحسستُ أيضاً بأنَّ يد حبيبتي خرجت من جسد الفراشة وبدأت تتلمّس شعري هي الأخرى, هربَ النعاس من عيني وقررتُ السّهر برفقة حبيبتي, كنـّا في غاية السّرور, مرَّ الوقتُ سريعاً, تبادلنا أصناف الغرام, شعرنا بخيوط الفجر تتسرّب إلينا من النافذة شربنا أكواب الهوى, شعرنا بنسمات الهواء الأنيسة تلامس وجنتينا, وإن كنتُ أغار من هذه النسمات التي تدغدغ خدود حبيبتي الجميلة, لكنـّي وعلى غير عادة لم أستطع أن أمنعها من ذلك, واضطررتُ مرغماً على تقبـّل الأمر الواقع, وبعدَ أن مدّت الشـّمس أذرعها وسط السّماء الزرقاء شعرتُ بأنَّ النـّعاس بدأ يدقُّ بابي بقوّة, نظرتُ إلى حبيبتي التي ذَبـِلــَتْ وطرقَ النـّعاس جفنيها هي الأخرى, بقينا نتأمّل بعضنا بشغف, وبدأتْ أعيننا بالإطباق رويداً رويداً, إلى أن تمكـّنَ النـّوم من السّيطرة علينا بشكل كامل..
بعدَ مرور السّاعات استيقظتُ من غفوتي, وكانت المفاجأة حاضرة وبقوّة عندما لم تقع عيناي على فراشتي المدللة, قفزتُ من على سريري كالمجنون, كالطـّفل الذي أضاعَ لعبتـَهُ المفضـّلة, فتشتُ عنها في أنحاء الغرفة, تحت السّرير, داخل خزانتي, بين دفاتري, على نافذة غرفتي, وراء لوحتي.. باءت محاولاتي بالفشل, لم أجدْها, بدأتُ ألطمُ خدودي وملأ صراخي زوايا المنزل, صرخـْتُ: كيف غبتُ عنها؟.. ما كان عليَّ أن أنام؟ إنني أسوأ مخلوق خلقه الله, كيف تناسيتُ أمر جناحيها؟ كان عليَّ أن أنتبه لذلك جيّداً؟ كان عليَّ أن أخلع عنها جناحيها كي لا تطير..! يا لغبائي المستفحل.. يا لغبائي..
في هذه اللحظات العصيبة, رفعتُ سمّاعة الهاتف, كلـّمتُ حبيبتي بانفعالٍ شديدٍ غريب, قالت لي: ما بكَ؟
قلتُ لها: هل لديك جناحان؟!؟
ضحكت كثيراً وقالت بصوتها الحنون الدّافئ: هل هذا وقت المزاح.. حبيبي؟!
قلتُ لها بغضب: أجيبيني.. وكفى..
قالت: بالطـّبع لا..
منقول جريدة الثورة
رسم بالكلمات
الثلاثاء 15-3-2011م
إياس فرحان الخطيب
عندما قررتُ الخلود للنوم لفتَ نظري وجود تلك الفراشة التي أخذت تحوم في أرجاء الغرفة, تجاهلت الأمر بداية ً لكن إصرارها على الاقتراب منـّي جعلني أهتمُّ بأمرها,
حامت فوقَ رأسي ثمَّ استقرّت على كتفي وسط نظراتي الحائرة واستغرابي لما يجري, طارت قليلاً ثمَّ عادت وحطـّت على كف يدي, نظرت إليها بإعجاب, يا الله ما أجملها, أيقنت عندها تماماً بانَّ لله في خلقه شؤون, نظرتُ إلى قدميها الصّغيرتين دُهشـْـتُ وكأنني أرى قدمي فراشة للمرّة الأولى في حياتي, نظرتُ إلى جناحيها الرقيقين وأدركتُ مدى نعومتهما, شدّني بريق عينيها, كل شيء كان مختلفاً في هذه الفراشة الجميلة, بقيت تسكن كفـّي بصمت, وبقيتُ أراقبها بتمعـّن, أفكـّرُ في إبداع الله تعالى لخلقه, رأيت الكثير من الفراشات في حياتي لكن جميعها كانت مختلفة عن هذه الفراشة التي استوطنت كفـّي وكأنَّ رابطة ً إلهيّة بدأت تربط بيني وبينها, لم أكن أدري ما عساي أن أفعل, كان بإمكاني أن ألتقطها بين أصابعي برفق وأضعها جانباً أو أطلقها في الفضاء كي تعود للطيران من جديد, لكن شيئاً ما كان يمنعني من ذلك بشدّة..
عدْتُ ودققتُ النـّظر فيها, نظرتُ في عينيها بتمعـّن, وإذ بصورة حبيبتي ترتسم داخل عيني هذه الفراشة, دققتُ أكثر وفعلاً كانت حبيبتي تنظر معي وتبتسم, عندها تمسكتُ بالفراشة أكثر وأكثر ومنعتها من مغادرة كف يدي.. ابتسمتُ لها فابتسمت لي.. عقدتُ حاجبي فعقدت حاجبيها.. كلـّمتها بهمس من خلال تحريك شفتي بهدوء, كذلك هي فعلت..
كنتُ سعيداً جدّاً بما يجري, هذه هي المرّة الأولى التي تنامُ فيها حبيبتي.. وأين؟ في كف يدي.. فعلاً إنـّها مفارقة رائعة, وضعتُ إصبع يدي الأخرى فوق هذه الفراشة وبدأتُ أتلمّس جناحيها بلطف, تلمّستُ قدميها, أحسستُ بأنـّني أتلمّس شعر حبيبتي الأسود الذي أشبهه دائماً بكحل الليل, وهذا ما جعلني أشعرُ بالنشوة والسّعادة بآن, أحسستُ بأنَّ الفراشة ألفتني فعلاً, وأحسستُ أيضاً بأنَّ يد حبيبتي خرجت من جسد الفراشة وبدأت تتلمّس شعري هي الأخرى, هربَ النعاس من عيني وقررتُ السّهر برفقة حبيبتي, كنـّا في غاية السّرور, مرَّ الوقتُ سريعاً, تبادلنا أصناف الغرام, شعرنا بخيوط الفجر تتسرّب إلينا من النافذة شربنا أكواب الهوى, شعرنا بنسمات الهواء الأنيسة تلامس وجنتينا, وإن كنتُ أغار من هذه النسمات التي تدغدغ خدود حبيبتي الجميلة, لكنـّي وعلى غير عادة لم أستطع أن أمنعها من ذلك, واضطررتُ مرغماً على تقبـّل الأمر الواقع, وبعدَ أن مدّت الشـّمس أذرعها وسط السّماء الزرقاء شعرتُ بأنَّ النـّعاس بدأ يدقُّ بابي بقوّة, نظرتُ إلى حبيبتي التي ذَبـِلــَتْ وطرقَ النـّعاس جفنيها هي الأخرى, بقينا نتأمّل بعضنا بشغف, وبدأتْ أعيننا بالإطباق رويداً رويداً, إلى أن تمكـّنَ النـّوم من السّيطرة علينا بشكل كامل..
بعدَ مرور السّاعات استيقظتُ من غفوتي, وكانت المفاجأة حاضرة وبقوّة عندما لم تقع عيناي على فراشتي المدللة, قفزتُ من على سريري كالمجنون, كالطـّفل الذي أضاعَ لعبتـَهُ المفضـّلة, فتشتُ عنها في أنحاء الغرفة, تحت السّرير, داخل خزانتي, بين دفاتري, على نافذة غرفتي, وراء لوحتي.. باءت محاولاتي بالفشل, لم أجدْها, بدأتُ ألطمُ خدودي وملأ صراخي زوايا المنزل, صرخـْتُ: كيف غبتُ عنها؟.. ما كان عليَّ أن أنام؟ إنني أسوأ مخلوق خلقه الله, كيف تناسيتُ أمر جناحيها؟ كان عليَّ أن أنتبه لذلك جيّداً؟ كان عليَّ أن أخلع عنها جناحيها كي لا تطير..! يا لغبائي المستفحل.. يا لغبائي..
في هذه اللحظات العصيبة, رفعتُ سمّاعة الهاتف, كلـّمتُ حبيبتي بانفعالٍ شديدٍ غريب, قالت لي: ما بكَ؟
قلتُ لها: هل لديك جناحان؟!؟
ضحكت كثيراً وقالت بصوتها الحنون الدّافئ: هل هذا وقت المزاح.. حبيبي؟!
قلتُ لها بغضب: أجيبيني.. وكفى..
قالت: بالطـّبع لا..
منقول جريدة الثورة
حسان- طموحي وصل للـ 100 مشاركة
-
الأبراج العادية :
الأبراج الحمصية :
المساهمات : 91
الأكتيفيتي : 4712
تاريخ الانضمام : 09/03/2011
رد: أجنحة .. رسم بالكلمات
ياعيني عليه
عايش جو مع الفراشه
قال يسئلها ليكي جناحان
يمكن جناح دجاجه
يسلموووو حسان على موضوعك
بس تعال زورنا
عايش جو مع الفراشه
قال يسئلها ليكي جناحان
يمكن جناح دجاجه

يسلموووو حسان على موضوعك
بس تعال زورنا

ورد الشوق- المشرفة العامة
-
الأبراج العادية :
الأبراج الحمصية :
المساهمات : 2390
الأكتيفيتي : 7540
تاريخ الانضمام : 05/10/2010
الإقامة : هناااااااااااك
العمل / الترفيه : بس بس ومن مفلسه
المزاج : كيت كات
كلمتي : ربــــــــي إن لم أكن أهـــلا لبلوغ رحمـــــتك
فرحمـــتك أهلا لأن تبلغـــــــــني لأنها قد وســــعت
كـــــــــــــــــــــــــــــل شئ
رد: أجنحة .. رسم بالكلمات
هو انا دايما اسمع ان الرجااااال خيالهم واسع
خاصة في قصص الحب
اساتذة في التأليف يعني والابتكار
بس القصة دي جديدة قوى
بس حلوة
مشكور حسان
خاصة في قصص الحب
اساتذة في التأليف يعني والابتكار

بس القصة دي جديدة قوى

بس حلوة
مشكور حسان
mariam- المشرفة العامة
-
الأبراج العادية :
الأبراج الحمصية :
المساهمات : 7269
الأكتيفيتي : 13092
تاريخ الانضمام : 24/02/2010
الإقامة : احلى بلاد الله
المزاج : الحمد لله على كل حال
كلمتي :
رد: أجنحة .. رسم بالكلمات
But the real question remains does she actually have wings?
Thank you for sharing
Thank you for sharing
LeaveaMessage- شعاري : الانتشار في المنتدى
-
الأبراج العادية :
الأبراج الحمصية :
المساهمات : 1371
الأكتيفيتي : 6343
تاريخ الانضمام : 01/07/2010
الإقامة : Hims
العمل / الترفيه : Academic
المزاج : Moody mood, just kiddin'
كلمتي : I can see clearly now, the rain is gone,
I can see all obstacles in my way
Gone are the dark clouds that had me blind
It's gonna be a bright (bright), bright (bright)
Sun-Shiny day.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى