يزيد بن معاوية

من طرف **theshadow** 13/6/2010, 1:25 am

أَقولُ لِعَيني حينَ جادَت بِدَمعِها
وَإِنسانُها في لُجَّةِ الدَمعِ يَغرَقُ
خُذي بِنَصيبٍ مِن مَحاسِنِ وَجهِها
دَعي الدَمعَ لِليَومِ الَّذي نَتَفَرَّقُ
خُذي بِنَصيبٍ مِن مَحاسِنِ وَجهِها
ما حَرَّمَ اللَهُ شُربَ الخَمرِ عَن عَبَثٍ
مِنهُ وَلَكِن لِسرٍ مودَع فيها
لَمّا رَأى الناسَ أَضحوا مُغرَمينَ بِها
وَكُلَّ فَنٍّ حَوَوهُ مِن مَعانيها
أَوحى بِتَحريمِها خَوفاً عَلَيهِ بِأَن
يُضحوا لَها سُجَّداً مِن دونِهِ تيها
وَشَمسَةُ كَرمٍ بُرجُها قَعرُ دَنِّها
وَمَطلَعُها الساقي وَمَغرِبُها فَمي
نُشيرُ إِلَيها بِالأَكُفِّ كَأَنَّما
نُشيرُ إِلى البَيتِ العَتيقِ المُحَرَّمِ
إِذا بُزِلَت مِن دَنِّها في إِناءِها
حَكَت نَثَراً مِنَ الحَطيمِ وَزَمزَمِ
فَإِن حُرِّمَت يَوماً عَلى دينِ أَحمَدٍ
فَخُذها عَلى دينِ المَسيحِ بنِ مَريَمِ
وَقائِلَةٍ لي حينَ شَبَّهتُ وَجهَها
بِبَدرِ الدُجى يَوماً وَقَد ضاقَ مَنهَجي
تُشَبِّهي بِالبَدرِ هَذا تَناقُصٌ
بِقَدري وَلَكِن لَستُ أَوَّلَ مَن هُجي
أَلَمَ تَرَ أَنَّ البَدرَ عِندَ كَمالِهِ
إِذا بَلَغَ التَشبيه عادَ كَدُملُجي
فَلا فَخرَ إِن شَبَّهتَ بِالبَدرِ مَبسَمي
وَبِالسِحرِ أَجفاني وَبِاللَيلِ مَدعَجي
وَكَأسٍ سَباها البَحرُ مِن أَرضِ بابِلٍ
كَرِقَّةِ ماءِ المُزنِ في الأَعيُنِ النُجلِ
إِذا شَجَّها الساقي حَسِبتَ حَبابَها
عُيونَ الدَبا مِن تَحتِ أَجنِحَةِ النَملِ
وَلَمّا تَلاقَينا وَجَدتُ بَنانَها
مُخَضَّبَةً تَحكي عُصارَةَ عَندَمِ
يَكونُ جَزاءُ المُستَهامِ المُتَيَّمِ
فَقُلتُ خَضَبتِ الكَفَّ بَعدي أَهَكَذا
فَقالَت وَأَلقَت في الحَشا لاعِجَ الجَوى
مَقالَةَ مَن بِالحُبِّ لَم يَتَبَرَّمِ
بَكَيتُ دَماً يَومَ النَوى فَمَنَعتُهُ
بِكَفِّيَ فَاِحمَرَّت بَنانِيَ مِن دَمِ
وَلَو قَبلَ مَبكاها بَكَيتُ صَبابَةً
بُكاها فَقُلت الفَضل لِلمُتَقَدِّمِ
وَلَكِن بَكَت قَبلي فَهَيَّجَ لِيَ البُكى
بِسُعدى شَفَيتُ النَفسَ قَبلَ التَنَدُّمِ