حملة سورية
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
حملة سورية
أحببت أن أنقل ما قرأته على موقع سيريا نيوز للدكتور رفيف فايز المهنا
حملة سورية لجمع الذكريات...بقلم : د. رفيف فايز المهنا*
ذاكرة رقم واحد :
أفتحُ باب المنزل بصعوبة، أجُرّ حقيبتَيّ سفرٍ كبيرتين، تحدق أمي في الحقائب وتلكَ التي تقول " مبروك" لكل شئ ،صمتتْ و لم تقل شيئاً، دخلَتْ مطبخها ،أغلقت الباب، بكت بهدوء.....
رغم معرفتها أن سفري سيكون بعد إسبوع، كانت تُمنّي النفْس أن أغير رأيي ، إلا أنها بطاقة الطائرة وتلك الحقائب هي ما كسرَ أحلامها وأجبرها أن تبتلع دمعتها...في قلبها
أتساءل أمام حقائبي: كيف لي أن أختصر في حقيبة، وطناً كاملاً من لحم ودم، وربعَ قرنٍ من الذكريات..
كان عليّ أن أختار بين خيارات صعبة..
ملأتُ حقائبي بألبسة وكتب طبية وبعض الصور و الأغاني ...وتركتُ خلفي وطناً من لحم ودم ...وربعَ قرنٍ من الذكريات....!!!
ذاكرة رقم إثنين:
ما أن تنتهي الدروس في مدرسة الشهيد الخليل في قريتي بصير ، وفي وقت ربيعٍ يشبه هذا الوقت، حتى يتسابق التلاميذ العائدون إلى بيوتهم للتطاول و" التعمشق" على أغصان شجرة اللوز الهاربة إلى الشارع الرئيسي.
كان حظنا نحن أبناء القرى أن نأكل مما نقطف من " لوز أخضر" أو " قرعون أو عوجة" .. يعطي الربيع بدايته والحياة عطرها
ربيع قريتي بصير كان أكثر من لون أخضر يدغدغه إحمرار شقائق النعمان الخجولة..إنه سرّ راحةٍ تذهب بعيداً في قلبي
تركتُ مدرستي وقريتي وأهلي ولا يزال طعم اللوز الأخضر يعيدني للحياة ... كلما هَرَبَتْ مني...
ذاكرة رقم ثلاث:
" حَمْداً لله على سلامتكم، هذا قائد الطائرة وفريق الركْب الطائر يتمنون لكم إقامة طيبة في سوريا، راجين أن نراكم قريباً على متن خطوطنا الجوية ..." بهذه الجملة يعلن الطيار وصولنا إلى مطار دمشق ، بعد رحلة إستغرقت خمس ساعات شاقة .
كان الجو رطباً والحرارة مرتفعة، لكن سعادة العودة إلى الوطن أنستني كل ذلك.
" دمشق ترحب بكم" هي الجملة التي أحرص على قراءتها في كل عودة على مدخل المطار حتى أتأكد أنني صرت في أحضان دمشق .
أدقق في كل التفاصيل وكأن جوعاً ما ينتابني للتو... فأملأ عيوني بمئات الصور لكل شئ يمر أمامي ...
أخرج للقاء أهلي في قاعة الإنتظار ... يوشوش صديقي في أذني متسائلا : "مبيّن عليك مبسوط !!! ". لأجيبه بصوت مرتفع : بيجوز يكون مبين عليّ مبسوط.. بس أنا مو حاسس ... كل شي بعرفو .. إنو لمّا بوصّل ع الشام ... بحسّ حالي رجعت إنسان طبيعي"
ذاكرة رقم أربعة :
تُصرّ إبنتي ذات الأربع سنوات أن ترافقني في إحدى الأمسيات الدافئة إلى ستاد الفيلودروم معقل نادي مرسيليا الفرنسي ... وبعد أن وعدتني أن " تسمع الكلمة في الملعب " كان لها ما شاءت.
وكعادتها في الإهتمام بالألوان.. تسألني عن لون لباس الفريق المرسيلي ...وما أن أخبرتها بأنه أزرق حتى صرخت مستغربة : متل نادي الكرامة....ضحكت ُوأكدتُ لها فكرتها...
جاء الهدف المرسيلي الأول لينتفض الجمهور كعادته بجنون ... لكن إبنتي التي كانت تعتلي كتفيّ أذهلتني عندما بدأت تصرخ وبمنتهى الحماس : كرامة... كرامييي ..
ما تزال إبنتي تعتقد أن كل فريق يرتدي الأزرق هو نادي الكرامة وكل فريق أحمر هو سوريا.....
سأتوقف هنا في الحديث عن ذكرياتي لأترك لكل واحد منكم أن يضيف على هذه القائمة واحدة من ذكرياته... أنتم ..المغتربون المُترعون بالذكريات .. وأنتم من بقي هناك في سوريا...
كما الحب تحميه الذكريات وترأف به..أظن أننا ولو جمعنا اليوم نحن السوريون ملايين الذكريات ومزجناها بدماء اللحظة ودموعها.. بقلق أمي وأمهاتكم .. وصنعنا منها سياجاً من ياسمين .. ألن تحمينا من حماقاتنا .. ألن يخاف منها الغزاة ..( وخوف الغزاة من الذكريات ... على هذه الأرض ما يستحق الحياة .."محمود درويش")
أمانة في رقابكم ... تركتُ ( وترك كل مغترب)
منذ عشر سنوات ...وطناً من لحم ودم .. وربع قرن من الذكريات ...فاحرصوا على الأمانة ...ولا تزيدوا مرارة غربتنا، لأنه أكيد أن "على هذه الأرض ما يستحق الحياة"
حملة سورية لجمع الذكريات...بقلم : د. رفيف فايز المهنا*
ذاكرة رقم واحد :
أفتحُ باب المنزل بصعوبة، أجُرّ حقيبتَيّ سفرٍ كبيرتين، تحدق أمي في الحقائب وتلكَ التي تقول " مبروك" لكل شئ ،صمتتْ و لم تقل شيئاً، دخلَتْ مطبخها ،أغلقت الباب، بكت بهدوء.....
رغم معرفتها أن سفري سيكون بعد إسبوع، كانت تُمنّي النفْس أن أغير رأيي ، إلا أنها بطاقة الطائرة وتلك الحقائب هي ما كسرَ أحلامها وأجبرها أن تبتلع دمعتها...في قلبها
أتساءل أمام حقائبي: كيف لي أن أختصر في حقيبة، وطناً كاملاً من لحم ودم، وربعَ قرنٍ من الذكريات..
كان عليّ أن أختار بين خيارات صعبة..
ملأتُ حقائبي بألبسة وكتب طبية وبعض الصور و الأغاني ...وتركتُ خلفي وطناً من لحم ودم ...وربعَ قرنٍ من الذكريات....!!!
ذاكرة رقم إثنين:
ما أن تنتهي الدروس في مدرسة الشهيد الخليل في قريتي بصير ، وفي وقت ربيعٍ يشبه هذا الوقت، حتى يتسابق التلاميذ العائدون إلى بيوتهم للتطاول و" التعمشق" على أغصان شجرة اللوز الهاربة إلى الشارع الرئيسي.
كان حظنا نحن أبناء القرى أن نأكل مما نقطف من " لوز أخضر" أو " قرعون أو عوجة" .. يعطي الربيع بدايته والحياة عطرها
ربيع قريتي بصير كان أكثر من لون أخضر يدغدغه إحمرار شقائق النعمان الخجولة..إنه سرّ راحةٍ تذهب بعيداً في قلبي
تركتُ مدرستي وقريتي وأهلي ولا يزال طعم اللوز الأخضر يعيدني للحياة ... كلما هَرَبَتْ مني...
ذاكرة رقم ثلاث:
" حَمْداً لله على سلامتكم، هذا قائد الطائرة وفريق الركْب الطائر يتمنون لكم إقامة طيبة في سوريا، راجين أن نراكم قريباً على متن خطوطنا الجوية ..." بهذه الجملة يعلن الطيار وصولنا إلى مطار دمشق ، بعد رحلة إستغرقت خمس ساعات شاقة .
كان الجو رطباً والحرارة مرتفعة، لكن سعادة العودة إلى الوطن أنستني كل ذلك.
" دمشق ترحب بكم" هي الجملة التي أحرص على قراءتها في كل عودة على مدخل المطار حتى أتأكد أنني صرت في أحضان دمشق .
أدقق في كل التفاصيل وكأن جوعاً ما ينتابني للتو... فأملأ عيوني بمئات الصور لكل شئ يمر أمامي ...
أخرج للقاء أهلي في قاعة الإنتظار ... يوشوش صديقي في أذني متسائلا : "مبيّن عليك مبسوط !!! ". لأجيبه بصوت مرتفع : بيجوز يكون مبين عليّ مبسوط.. بس أنا مو حاسس ... كل شي بعرفو .. إنو لمّا بوصّل ع الشام ... بحسّ حالي رجعت إنسان طبيعي"
ذاكرة رقم أربعة :
تُصرّ إبنتي ذات الأربع سنوات أن ترافقني في إحدى الأمسيات الدافئة إلى ستاد الفيلودروم معقل نادي مرسيليا الفرنسي ... وبعد أن وعدتني أن " تسمع الكلمة في الملعب " كان لها ما شاءت.
وكعادتها في الإهتمام بالألوان.. تسألني عن لون لباس الفريق المرسيلي ...وما أن أخبرتها بأنه أزرق حتى صرخت مستغربة : متل نادي الكرامة....ضحكت ُوأكدتُ لها فكرتها...
جاء الهدف المرسيلي الأول لينتفض الجمهور كعادته بجنون ... لكن إبنتي التي كانت تعتلي كتفيّ أذهلتني عندما بدأت تصرخ وبمنتهى الحماس : كرامة... كرامييي ..
ما تزال إبنتي تعتقد أن كل فريق يرتدي الأزرق هو نادي الكرامة وكل فريق أحمر هو سوريا.....
سأتوقف هنا في الحديث عن ذكرياتي لأترك لكل واحد منكم أن يضيف على هذه القائمة واحدة من ذكرياته... أنتم ..المغتربون المُترعون بالذكريات .. وأنتم من بقي هناك في سوريا...
كما الحب تحميه الذكريات وترأف به..أظن أننا ولو جمعنا اليوم نحن السوريون ملايين الذكريات ومزجناها بدماء اللحظة ودموعها.. بقلق أمي وأمهاتكم .. وصنعنا منها سياجاً من ياسمين .. ألن تحمينا من حماقاتنا .. ألن يخاف منها الغزاة ..( وخوف الغزاة من الذكريات ... على هذه الأرض ما يستحق الحياة .."محمود درويش")
أمانة في رقابكم ... تركتُ ( وترك كل مغترب)
منذ عشر سنوات ...وطناً من لحم ودم .. وربع قرن من الذكريات ...فاحرصوا على الأمانة ...ولا تزيدوا مرارة غربتنا، لأنه أكيد أن "على هذه الأرض ما يستحق الحياة"
جزيرة الحزن- شعاري : الانتشار في المنتدى
-
الأبراج العادية :
الأبراج الحمصية :
المساهمات : 1282
الأكتيفيتي : 6924
تاريخ الانضمام : 14/12/2010
الإقامة : وسط أمواج الحياة
كلمتي : ليـت الحـزن ثلجـا
رد: حملة سورية
مررت و أعجبني و ترك على وجهي ابتسامة أحببت أن اعبر عنها و اشكرك عليها
شكراً لك صديقتي
ذكرياتنا ما يبقينا أحياء في زمن الموت
شكراً لك صديقتي
ذكرياتنا ما يبقينا أحياء في زمن الموت
رد: حملة سورية
ذكرياتنا كثيرة
وكثيرة جدا لو حاولنا ان نعدها لما توقفنا عن الكتابة
بكل لحظة نارخ ذكرى كبيرة جميلة مفرحة حتى ولو كان فيها غصة
ارض بلادي ياما حمتنا ياما رعتنا ياما كنا فيها نسورا واسودة
كنا وسنبقى كما علمنا قائدنا اسودا على الارض تسير
شكرا صديقتي لما نقلتي
شكرا من القلب
وكثيرة جدا لو حاولنا ان نعدها لما توقفنا عن الكتابة
بكل لحظة نارخ ذكرى كبيرة جميلة مفرحة حتى ولو كان فيها غصة
ارض بلادي ياما حمتنا ياما رعتنا ياما كنا فيها نسورا واسودة
كنا وسنبقى كما علمنا قائدنا اسودا على الارض تسير
شكرا صديقتي لما نقلتي
شكرا من القلب
rahma- مديرة المنتدى
-
الأبراج العادية :
الأبراج الحمصية :
المساهمات : 8260
الأكتيفيتي : 15208
تاريخ الانضمام : 27/10/2009
المزاج : روااااااااق
كلمتي : مافي قوة بتحني شعبك ياسوريا
بعشق أرضك وكلنا فدوة لترابك الغالي
رد: حملة سورية
مستر جي تي
قرأت ابتسامتك وأنت تعبر بهدوئك المعتاد من هنا
وكم أتمنى ولو بصمت
رسم ابتسامة فوق مفترق طرق الحياة
في زمن الموت
تحية لمرورك
قرأت ابتسامتك وأنت تعبر بهدوئك المعتاد من هنا
وكم أتمنى ولو بصمت
رسم ابتسامة فوق مفترق طرق الحياة
في زمن الموت
تحية لمرورك
جزيرة الحزن- شعاري : الانتشار في المنتدى
-
الأبراج العادية :
الأبراج الحمصية :
المساهمات : 1282
الأكتيفيتي : 6924
تاريخ الانضمام : 14/12/2010
الإقامة : وسط أمواج الحياة
كلمتي : ليـت الحـزن ثلجـا
رد: حملة سورية
لمن تشكرني من القلب
رحمة
غالباً الحرقة صاحبة فضل على دفاتر مذكراتنا
وجلّ جميل ذكرياتنا تزيد من جماله غصات حلوقنا
كالليل الذي يبحث عن النجوم ليبتسم
ولك من القلب شكر
رحمة
غالباً الحرقة صاحبة فضل على دفاتر مذكراتنا
وجلّ جميل ذكرياتنا تزيد من جماله غصات حلوقنا
كالليل الذي يبحث عن النجوم ليبتسم
ولك من القلب شكر
جزيرة الحزن- شعاري : الانتشار في المنتدى
-
الأبراج العادية :
الأبراج الحمصية :
المساهمات : 1282
الأكتيفيتي : 6924
تاريخ الانضمام : 14/12/2010
الإقامة : وسط أمواج الحياة
كلمتي : ليـت الحـزن ثلجـا
مواضيع مماثلة
» اذكى انسان في سورية
» حملة للزحف نحو حدود فلسطين في ذكرى «النكسة»
» حملة تطوعية بجامعة البعث
» سورية تشهد كسوفاً جزئياً الثلاثاء
» نجل رفعت الأسد يتحدث عن حرب أهلية في سورية.. الإخوان: نحن من يدير المظاهرات
» حملة للزحف نحو حدود فلسطين في ذكرى «النكسة»
» حملة تطوعية بجامعة البعث
» سورية تشهد كسوفاً جزئياً الثلاثاء
» نجل رفعت الأسد يتحدث عن حرب أهلية في سورية.. الإخوان: نحن من يدير المظاهرات
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى